لحضارة العاترية نسبة لمكان قرب الحدود التونسية الجزائرية يدعى بئر العاتر
فقد ظهرت في العصر الحجري القديمي الأدنى حوالي 50 الف سنة الى 20 الف سنة قبل الميلاد وهي حضارة مميزة لمنطقة شمال أفريقيا وقد درست في منطقة شبه جزيرة الرأس الأبيض (جنوب الصحراء الغربية)، كما أثبتت الدراسات المعاصرة انتشار أدوات هذه الحضارة في شمال منطقة زمور الصحراوية ولو بصفة محدودة . وأظهرت الآثار التي درست أن السكان واصلوا صنع الأدوات الحجرية كالمخارز والمكاشط والمجارف وعلامتها المميزة لها هي ان لها شبه ذنب يسمح بوضع مقبض لها .
وقبيل بداية العصر الحجري الحديث ظهرت حضارة محلية يسميها علماء الآثار حضارة عصر "زمور الايبيباليوتي"، تنفرد بتقنيات مميزة في صنع شفرات وصفائح ومثاقب من يشب.
في العصر الحجري القديم المبكر شهدت الصحراء انتشاراً واسعاً للتجمعات البشرية، اما أثار العصر الحجري القديم المتأخر فانتشارها أقل مما يدل على ان المناخ كان جافاً وقاسياً.
ولقد مثلت الصحراء الغربية أخر وأقصى نقطة جنوبية وصل إليها الإنسان الكرومانيوني الذي هاجر جنوباً هرباً من الزحف الجليدي الذي عرفته اوروبا الغربية في العصر المادليني، فقد عثر في الصحراء الغربية على العديد من الأثار التي تنتمي الى الحضارة المادلينية بما في ذلك الأسلحة المصنوعة من الحجر ورؤوس السهام والحراب الصوانية.
كما درست أُثار تجمعات الصيادين الذين مارسوا الصيد البحري أيضاً من خلال تلال الأصداف والقواقع وعظام الأسماك في منطقة الرأس الأبيض من طرف كروفا سنة 1909 1912 و واتيرلوت سنة 1913 وهي آثار تعود إلى الطور الأعلى من الحضارة القفصية أي أنها تنتمي زمنياً إلى العصر الحجري القديم الأدنى والأوسط. .
تعتبر الحضارة العاترية هي الأقدم من بين حضارات أخرى بالمنطقة مثل الحضارة القفصية والوهرانية والاكثر تقدما تقنيا منهما نتيجة المستحثات التي وجدت بالمنطقة والتي تثبت ذلك .والجدير بالذكر أن كامل الدراسات التي تناولت موضوع الحضارة العاترية حتى الآن و التي تسنى لنا الإطلاع عليها تشير إلى أن الإنسان الذي صنع الحضارة الموستيرية بأوربا و العاترية بشمال إفريقيا هو الإنسان اليناندرتالي الذي تعود أصوله الباكرة إلى فلسطين. و قد عثر على بقاياه العظمية في موقع هوافتيح بليبيا تحيط به البقايا العاترية .