كانت ألسنة العرب تلهج بالثناء عليها، فقد ورد في ((أخبار الصين والهند)) قول بأن أقداح الخزف الصيني الناعم صافية نقية كالزجاج بحيث يستطيع المرء أن يرى من خارجها ما في داخلها من الماء ، لذلك وصفه ابن بطوطة بأنه "أبدع أنواع الفخار" ؛ وقال لي تشاو في ((تكملة تاريخ تانج)) أيضا إن "الخزف الصيني لازوردي كلون السماء ، ورقيق كأنه الورق ، و له رنين كرنين [الجرس]". وذلك كله يدل على أن العرب لم يكونوا مبالغين في إطرائهم للخزف الصيني. وكانوا لشدة إعجابهم به ، يدعونه "الصيني" نسبة إلى الصين ، ثم أصبحت هذه اللفظة فيما بعد تطلق على كل نوع من الأواني الخزفية. لقد كانت أواني الخزف المصنوعة في الصين تعتبر في نظر العرب من النفائس ؛ فوالي مصر اختار منها أربعين قطعة ، وأرسلها هدية إلى دمشق عام 1171 م ، وقيل في بعض الأماكن إن طبق الخزف الصيني الأخضر يكشف ما إذا كان الطعام يحتوي سما. عفت عليها الأيام ، كانت أواني الخزف الصيني في عهد أسرة تانج تنقل إلى بلاد العرب وتباع في أسواقها. وكان من بين الهدايا التي قدمها حاكم خراسان إلى هارون الرشيد أوان بديعة من الخزف الصيني. وبعد عهد تانج صارت أواني الخزف الصيني تصدر إلى بلاد العرب بكميات هائلة ، وقد اكتشفت بين حفريات الكثير من الأقطار العربية كسارات من أواني الخزف الصيني من عهود مختلفة.
ففي العراق اكتشفت في حفريات سامراء شمالي بغداد كسارات من الخزف الصيني الأبيض والخزف الصيني الأخضر ، منها ما يعود إلى خزف لونغتشيوان الأخضر من عهدي سونج الجنوبية و يوان المنغولية. وقد سبق لسامراء أن كانت عاصمة الدولة العباسية في الفترة الممتدة من عام 836 إلى عام 892. وفي إطلال طيشفون على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا جنوبي بغداد عثر بين حفرياتها على كثير من كسارات خزف لونجتشيوان الأخضر الذي يعود زمنه إلى ما بين القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر. وفي عبرتا على بعد ستين كيلومترا جنوب شرقي بغداد وما يجاورها من منطقة ديالى اكتشفت بالحفر كسارات من الخزف الصيني البني اللون الذي تم إحراقه في أتون يويتشو الشهير ما بين القرن التاسع والعاشر ، وكسارات من الخزف الصيني الأبيض المصنوع في جنوبي الصين. وفي البصرة وأطلال الحيرة و الأبلة اكتشفت كسارات من خزف لونجتشيوان الأخضر.
وفي سوريا اكتشفت في حفريات حماة كسرات آنية من الخزف الصيني الأبيض وقصعة من الخزف الصيني الأخضر عليها نقوش نافرة من عود الصليب ، وهما مما صنع في عهد أسرة سونغ الجنوبية ، وكذلك كسرات أوان من الخزف الصيني مما صنع في عهد أسرة يوان بما فيه النوع الأبيض والنوع الأخضر والنوع الأزرق والأبيض .
وفي لبنان اكتشفت بالحفر في بعلبك كسرات من خزف لونجتشيوان الأخضر المزخرف بتصاميم اللوتس والذي تم إحراقه في عهد أسرة سونج ، وكسرات طاسات من الخزف الصيني الأخضر والأبيض المزخرف بتصاميم الأزهار والأعشاب والذي تم إحراقه في عهد أسرة يوان.
وفي عمان اكتشفت في الموقع القديم لمدينة صحار كسرات من الخزف الصيني ، وخاصة الخزف الصيني الأزرق والأبيض من عهد أسرة مينج.
وفي البحرين اكتشفت قطع من خزف لونجتشيوان الأخضر من أوائل عهد أسرة مينج
وفي اليمن اكتشفت في عدن وبعض الأماكن القريبة منها كسرات من الخزف الصيني.
وفي زحلان اكتشفت كسرات من خزف لونجتشيوان الأخضر من عهد أسرة سونج ، وكسرات من الخزف الصيني الأبيض والأزرق من عهد أسرة يوان.
وفي السودان اكتشفت في موقع عيذاب الأثري كسرات من الخزف الصيني الأخضر يعود تاريخه إلى ما قبل أواسط عهد أسرة مينج ، وفيها قطعة عليها نقوش باجسبوية.
وفي الصومال اكتشفت بين حفرياتها كسرات من خزف جينجدتشن في الصين.
وفي مصر بدأت أواني الخزف الصيني تدخلها منذ القرن التاسع عن طريق ميناء عيذاب السوداني ، حيث كانت تنقل إلى المناطق الداخلية في السودان ، وإلى الفسطاط المحطة الهامة لتجميع ونقل أواني الخزف الصيني في العصور الوسطى ، ومن ثم تنقل مرة أخرى إلى إيطاليا و صقلية و أسبانيا وبلاد المغرب. وبين الآلاف المؤلفة من كسرات الخزف الصيني التي عثر عليها في حفريات موقع الفسطاط الأثري ما يعود إلى عهد أسرة تانج من الخزف الصيني الأخضر والخزف الصيني الأبيض ؛ وما يعود إلى عهد أسرة سونج من الخزف الصيني اللازوردي ، وخزف لونجتشيوان الأخضر – وهو في الغالب سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس أو بتصاميم عروق السحب ، وأطباق مزخرفة بتصاميم العنقاء ، ومغاسل كل منها مزخرفة بتصميم سمكتين ؛ وما يعود إلى عهد أسرة يوان من سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس وأطباق أو صحون مزخرفة بتصاميم عود الصليب ، وأطباق مزخرفة بتصاميم التنينين المتنافسين على الدرة ، وأطباق مؤبلكة بتصاميم السمكتين ، بالاضافة إلى الأوعية والأفران والكؤوس..الخ. وأخيرا منها ما يعود إلى عهد أسرة مينغ من الخزف الصيني الأزرق والأبيض.
ومن أواني الخزف الصيني القديم التي اكتشفت في حفريات الأقطار العربية ما هو محفوظ في المتاحف بالبلدان الغربية ، ومنها ما هو محفوظ في المتاحف بالأقطار العربية. ففي قصر العظم في دمشق أوان من الخزف الصيني القديم ، وفي متحف بغداد مزهريات صينية من الخزف الصيني الأخضر ، وفي المتحف المصري بعض أواني الخزف الصيني أيضا. وهذه المعروضات تحظي ببالغ الاهتمام لدى العرب باعتبارها دلائل أثرية على الاتصالات الودية التي قامت بين الصين وبلادهم في العصور القديمة
اغلى انواع الخزف
انواع الخزف الباهض الثمن
اواني خزفية غالية الثمن
بيع الخزف القديم
اواني قديمة
اواني لوديع
تمكيلت لوديع